براءة مهددة بالخطر ” التغيرات الاجتماعية والثقافية”
كتب\ محمد فهمي
نستأنف الحديث عن المخاطر التي تهدد الأبناء بشكل عام في تلك السلسلة التي تسلط وتستهدف أهم المشكلات التي ينبغي الوقوف بصددها ساعيين بكل الطرق محاولة إصلاح تلك المشكلات ومحاولة تفاديها ، واليوم سنتحدث عن التغيرات الاجتماعية والثقافية ، وكيف يحدث ذلك ، وما أثره على الأبناء.
قبل أن نتطرق إلى مشكلة التغيرات الإجتماعية ، يجب أولاً أن نشير إلى مصطلح هام سنحتاجه لاحقاً ألا وهو “العولمة” وهي ظاهرة اجتماعية وثقافية وسياسية وقانونية واقتصادية، ظهرت منذ القِدم، وتعني تحول العالم إلى قرية صغيرة نتيجة حريّة انتقال المعلومات وتدفق رؤوس الأموال والأفكار والتكنولوجيا والمنتجات، وانتقال البشر بحرية بين المجتمعات المختلفة ، وعليه، نجد مؤخراً الكثير من الأبناء يجدون صعوبة في التمسك والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية ، فجوة ضخمة بين الأمور المتأصلة والعرف والشرع وثقافة المجتمع وبين ما يعايشه الابناء ويتأثرون به نظراً لذلك الانفتاح والتأثر دون إرشاد وتوعية من الكبار ، إذن لا ينبغ أبداً أن نُهمل الأبناء ما إن وجدنا تغيرات ولو طفيفة عليهم ، لأن هذا ما هو إلا إشعاراً بالخطر والذي يحتم التدخل لتعديل سلوكيات وأفكار الأبناء والتي لا نعرف تماماً ما الذي حصدوه من تلك الوسائل.
أولاً التأثيرات الثقافية والإجتماعية : اختلاف الثقافات بدوره قد يؤثر على الابناء بشكل لا نرغب فيه ، إذ أننا لا نعلم أي الصفات أو الأفكار قد اكتسب! ، وهذا بدوره يؤثر على أفكار الابن نظراً لاختلاف وتباين الثقافة المحلية والثقافات الأخرى التي أصبحت في متناوله بضغطة زر أو لمسة بالأنامل على مجرد شاشة هاتف ، قد يكتسب ما هو مفيد وخير ، وقد يكتسب ما هو عكس ذلك وهذا الأيسر في الاكتساب بالمناسبة خاصة في تلك المرحلة ، مع ضرورة الإشارة إلى أن الأبناء والأطفال هم الفئة المستهدفة بالتلاعب في كل شيء سوي فيهم ، تلك الشاشات الساحرة والتي تسحر وتلبي طلبات كل من يتعامل معها هي من في المقام الأول وأهم الوسائل التي تشكل تهديداً واضحاً صريحاً للأبناء ، فضلاً عن زرع الأفكار العدائية أو التعصبية والتي نراها تنتشر الآن وتنشر سمومها بين السطور بين الحين والآخر ، حيث يمكن أن يحتسيها الإنسان وهو لا يشعر بذلك.
ثانياً التأثيرات الإعلامية : المسألة السابقة التي تحدثنا عنها تدعونا بشكل آمر إلى الحديث عن التأثيرات الإعلامية ، وكيف للإعلام تأثيراً ملحوظاً ، إذ أنه قد يُروج لقيم وسلوكيات غير مناسبة لأعمار هؤلاء الأبناء ، مما يصبح الإعلام مصدر تهديداً صريحاً ما لم يتم الرقابة على الأبناء ، وهنا من الضروري تحري جيداً ما يتناوله الأبناء من شتى أنواع المؤثرات أو المستقبلات التي يتم إرسالها للأبناء تحسباً لأي شيء قد لا يناسبهم فيغير من طبيعتهم وفطرتهم السوية ، وكي لا يتنحرف ميولهم وطباعهم وصفاتهم عن طريقها الرئيسي الصحيح.
الإعلام هنا ليس قاصراً على الإعلام الإخباري بكافة أنواعه كما أنني لا أستبعده من قائمتنا ، ولكن ليس الإعلام ككل ، وأيضاً يندرج الإعلام الفني بكافة ألوانه ، فنحن نراه يواكب التطورات التي تطرأ على الثقافات والشعوب ، ونرى التأثر بالغرب ملموساً في الأعمال الفنية الآن ، يُشيرون إليه في رسالة منهم بأنهم يُقرون بذلك وها هم يعترفون به فيُدرجونه في ما يسمي ب( الأعمال الفنية ) ، وهنا تضيع الغاية من الإعلام ككل وهو أنه يقدم رسالة نبيلة هادفة تهدف إلى إفادة المشاهد أو المتلقي ، أما الآن تأمل ما يتم عرضه هل يفيد المشاهد أو يقدم له رسالة هادفة ؟ أم مجرد سلب للإرادة والوقت والمال والأفكار؟ والإجابة عن هذه الأسئلة ستجعلنا نتجه تلقائياً إلى مراجعة ومراقبة الأبناء عن كثب تحسباً لأي مشكلات قد تواجههم فتجعل برائتهم مهددة بالخطر.
