براءة مهددة بالخطر (التأثيرات النفسية والعاطفية)

براءة مهددة بالخطر (التأثيرات النفسية والعاطفية)

WhatsApp-Image-2025-02-17-at-9.38.48-PM براءة مهددة بالخطر (التأثيرات النفسية والعاطفية)


نستأنف في مقالتنا الثانية من سلسلة المقالات والتي قد افتتحناها بمقالة كانت محورها هو مخاطر الكنولوجيا وسوء توظيفها على الأطفال ، والآن نستأنف موضوعنا وهو أثر المشكلات النفسية والعاطفية على الأبناء على المستوي النفسي وما يسببه من مخاطر عليهم في تلك المراحل العمرية.

ربما تكون العناوين عامة بعض الشيء بخصوص التأثيرات (النفسية والعاطفية) ، ولكن ما أريد أن أسلط الضوء عليه وأتوقف إزاؤه هما جانبين:
-الأول: الضغوط الأكاديمية أو الدراسية
-الثاني: التأثيرات العائلية

فالنتناول أولاً الضغوط الأكاديمية أو الدراسية :
تلك الضغوط يعاني منها غالبية الأطفال وحتى الأبناء في ما بعد مراحل الطفولة وأيضاً “مراحل المراهقة” ، وتتمثل هذه المعاناة في ضغط الآباء على الأبناء هادفين بذلك تحقيق نتائج نجاح غير مسبوقة ، لهم كل التقدير في ذلك ولهم كل العذر أيضاً في رغبتهم بحكم عاطفة الأبوة ، وأيضاً نظراً لإنفاقهم الكثير من الأموال في سياق التعليم للحصول على نتائج مُرضية ، ولكن تحفظنا عليهم هو “عدم إدارة تلك الرغبة ( رغبة الأبوة ) بشكل سليم ” ، فيدفعنا إلى المعاناة مع الأبناء ، وفي كثير من الأحيان نجد من الأبناء من يقوم بالانتحار خوفاً وهروباً من رد فعل الآباء من جهة ، أو لأنهم فشلوا في أن يحققوا آمالهم من جهة أخرى ، وفي النهاية المحصلة واحدة فها قد أحدثنا حالة إنتحار جديدة!
النماذج في هذا الصدد عديدة لا يمكننا إنكارها ، فنجد مع كل نهاية “تيرم دراسي” حالات الانتحار خاصة في “مرحلة الثانوية” ، والآن نجدها أصبحت تشق طريقها في مرحلة الإعدادية ! الأمر الذي دعاني أن أتوقف لأكتب مقالة صارخة بهذا الخطر الذي يهدد الأبناء ويدق على باب المجتمع دون إستحياء!

أيضاً هذا الضغط المستمر على الأبناء يجعل الأبناء أكثر تلقيناً وحفظاً للدروس والعلم دون فهم واستيعاب ، لأن الهدف بالفعل قد تغيرت وجهته ، الأبناء أصبحوا لا يبالون بالمحتوي العلمي أو العلم في ذاته ، أو قيمة العلم والمعلومات ، بل يهدفون لتحقيق المراتب العالية والزائفة في التقدير العام للأمتحانات ، وهذا في منتهي الخطورة إذ يخرج لنا أجيالاً من المفترض أنها مسؤولة ولكنها لا تفقه شيء في تخصصاتها!!
أطباء ، مهندسون ، معلمون ، وغيرهم في الكثير من المجالات التي نراها تعاني اليوم من قلة الخبرة والمعرفة ، ولا أعمم ولكن هناك مثل هذه الفئات.

وما الحل إذاً؟
أقول: يجب أولاً أن ننظر في رأي العلم النفسي في كيفية توجيه الأبناء للعلم والتعلم ، ولكن سأبعث لك نصيحة مبدأية وهي أن تعيد صياغة وهدف التعليم للأبن ، وأن تجعله يدرك أهمية العلم في ذاته ، لا تحصيل أرقام ، وألا نضغط عليهم في مسألة تحصيل الأرقام حتى لا تنصرف أذهانهم وجهودهم تجاه الغش وغيره لتحصيل النتائج.

القضية الثانية ألا وهي التأثيرات العائلية :
التأثير العائلي من شأنه أن يؤثر على الصحة النفسية للأبناء ( كالطلاق ) أو العنف الأسري بين الزوجين ، أو غيره من المشكلات بين رؤوس الأسرة القائدة ، تلك المسائل على الصعيد الأسري بين الآباء له إنعكاس سلبي كبير وملحوظ على الأبناء ، ويمكننا أن نرى ذلك في سلوك الأبناء وتعاملهم مع زملائهم ، ومستواياتهم الدراسية والتعليمية ، تتفاقم الأمور تدريجياً للأسوء بشكل غير ملحوظ كلياً ، ولكن تبعات ذلك نراه بأم أعيننا في علاقاتهم وانفعالاتهم ، وعليه ، يجب أن ندرك تماماً أن الكلمة لمجرد كلمة بين الزوجين سواء بالخير أو بالشر لا تمر على الأبناء مرور الكرام! ، يتأثرون بكل أفعالكم ، وهذا نراه يهدد براءة الأبناء والفطرة السليمة السوية ، أنتم من تشكلون شخصية أبنائكم ، فلا تلوموا الأبناء في ما يفعلون من سوء وأنتم من لهم الريادة في هذا الصنيع ، وبكل رجاء أرجو منكم ألا نضيع فطرة الأبناء ولا نجعل برائتهم مهددة بالخطر!