تأملات نقدية في كتاب كليلة و دمنة
تأملات نقدية في كتاب كليلة و دمنة
مقالات
كتب \ محمد فهمي
في هذه المقالة سنتناول نموذجاً فريداً يرسم لنا بكل وضوح أهمية العلم ، والأهم من هذا هو العمل بهذا العلم ، فالعلم لا يتم الا بالعمل ، ولا يسمى العالم عالما ما لم يستخدم علمه وينقله لغيره ، وسنستغل كتاب كليلة ودمنة ونأخذ منة مقتطفات في سياق تحليلي نقدي.
ذكر بيدبا الفيلسوف الهندي في كتابه كليلة ودمنة قصة لأهمية العلم والعمل به أنه كان هناك رب بيت نائماً وتسلق سور بيته مخترقاً بيته ، شعر به صاحب البيت ، وكلنه لم يرد أن يقوم بأي رده فعل حتى لا ينبه السارق بأنه قد كُشف أمره ، السارق متردداً ولم يسرق بعد، وقرر صاحب البيت المكوث على وضع النوم حتى يقوم السارق بسرقة شيء ما حتى يكون متلبساً بسرقته ، نام صاحب البيت فجأة وعندما استيقظ وقد السارق قد حصل على غنيمته كاملة ، فقد أخذ كل متاع صاحب المنزل , وأخذ صاحب المنزل يأنب نفسه على علمه بالسارق ولم يفعل أي شيء رغم علمه به.
الشاهد من هذه القصة أن العلم مهم جداً ، ولكن لا فائدة منه إذا ما لم تعمل به وتوظفه في مكانه الصحيح ، وقليل من العلم مع العمل به خير من كثير من العلم مع عدم العمل به ،والأهم هو نقل العلم والمعرفة للغير.
وجدير بالذكر أن شريعتنا الاسلامية حثتنا على طلب العلم وحذرتنا أيضاً من كتمان العلم عن الناس ، وكن على يقين أنه كلما أجهدت نفسك في طلب العلم كانت حياتك أسهل وأجمل والعكس صحيح ، كما أن العلم يجعلك ذو ثِقل معرفي ، يجعلك أكثر حكمة ورجاحة عقل وتزيد من قوة تحليلك النقدي للأمور وتحسن من اتخاذ قراراتك.
الاستثمار في العلم هو أفضل استثمار من الممكن أن تقوم به في حياتك ، هو الذي يفتح لك الأفق والطرق لمستقبل مشرق يمكنك أن تطلع عليه من نافذة شفافة نقية ، وعلى العكس تماماً لو لم تكن حريصاً على العلم ستجد مستقبلا تنظر إليه من نافذة ضبابية لا ملامح له ، ستعيش يومك منتظراً الاخر بكثير من علامات الاستفهام والتعجب!
> العلم يزيد وعيك ويمكنك من الحصول على حياة كريمة ، هو حجر الزاوية لتقدم المجتمع في شتى المجالات ، العلم يساهم في النهضة الاقتصادية والعسكرية والصحية والاجتماعية ،ويقضى على الفقر والجهل ، العلم هو السبيل الوحيد لتقدم ورقي الأمم.




