بعد ساعات من خطاب التهجير ، كانت الصدمة!!
مئات الالاف في الطريق إلى بيوتهم في شمال غز-ة ، لا حافلات ، لا سيارات ، ولا حتى كوب ماء في الطريق الواعر ،
عودة إلى الوطن مشياً على الأقدام ، فإن قُطَّعت الأقدام كانت العودة زحفاً على الأيدي ، وإن تفجَّرت الدماء ورحلنا ، امتزجت بقايانا بتراب هذه الارض التي خُلقنا منها وإليها نعود ،

أوطاننا ترابٌ مقدس لا ترابٌ عفن ، أوطاننا عاش فيها أنبياء ورسل وصدِّيقون وأولياء وقدِّيسون ورهبان ، أوطاننا أقرب الأرض إلى عين الله ، اصطفاها الله لتحمل كلماته إلى العالم ، وفضل نسائها على نساء العالمين ،
الوطن ضياءٌ في عيون ساكنيه وتاجٌ على رؤوس أبنائه ، فما بيننا وبين هذه الأرض حبلٌ سُرَّيٌ لن ينقطع أبداً ، وسيبقى بيتنا ولو كان حطاماً ، وستعود أيامنا ودبكاتنا ورقصاتنا على أطلاله عزاً وفخراً ، سنعلم الناس كيف يُخلق المجد وتُولد الأسطورة وتنتشر الخرافة ، وسنحكي للتاريخ كيف انتصرت الدماء على السلا،ح في نهاية المعركة
إنَّه اليوم الأسود في تاريخ الكيان ، الكابوس الأكبر ، الخسران المبين لسارقي الأوطان ، اليوم ، خسر الكيان كل شيء