مفاتيح الاستثمار الثلاثة
مفاتيح الاستثمار الثلاثة
مقالات
كتب \ محمد فهمي
عندما نتحدث عن الاستثمار سنجد هناك كتباً عديدة ، وفيديوهات مصورة كثيرة ومتنوعة تتحدث عن أنواع الاستثمار وكيفية تطبيقه ، ولكن في الحقيقة –وبعد تحليل عميق- وجد أنهم يركزون فقط على الجانب المادي (الأموال) فالاستثمار من منظورهم محصوراً في الأموال فقط ، رغم أنه هناك ثلاثة جوانب أخرى معنوية في غاية الأهمية وعليها تقوم كل مبادئ الاستثمار ، وفي هذا المقال سنتوقف إزاء تلك المفاتيح الثلاثة.
المفتاح الأول: الاستثمار مع الله
ولا شك أن الله منزهاً عن التصورات المادية التي نعيشها في الواقع ، فلا نتصور الاستثمار في الواقع ونشبهه بالتعامل مع الله (عز وجل) ولكن مع الله سبحانه وتعالى نحن من بحاجة لهذه المعاملات والطاعات والتقرب لله بكل ما يرضيه سبحانه عز وجل وبذل الجهد في التقرب لله عن طريق الإنفاق من الوقت والجهد والمال في سبيل الله فهذا أول مفتاح للبركة في العمل والتقدم والنجاح ، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
المفتاح الثاني: الاستثمار في النفس
ودعني هنا يا عزيزي نقف قليلاً ، فنادراً ما نجد من يدرك مدى أهمية وقوة الاستثمار في الذات أو النفس ، فعلى سبيل المثال عندما تنفق في سبيل تعلم شيئاً جديداً يزيدك خبرة ومعرفة ، ويثقل من تكوينك الفكري والمهني تجد الفرص متاحة لك بكل ترحيب، وكلما تعلمت أكثر واستثمرت في ذاتك كلما نضجت أكثر وفتح لك سوق العمل أبوابه على مصرعيها ، وأنت من يختار حينها أين يفضل أن يكون ، وكل ما أنفقته في سبيل التعلم سيعود لك أضعافاً مضاعفة تدر عليك الأموال بشكل مستمر إلى أجل مسمى. والاستثمار في الذات ليس له سناً معيناً ، فالإنسان يتعلم ويكتسب يوماً بعد يومٍ الجديد والجديد ، وكلما تعلمت أصبحت فرصك أكثر توفراً في سوق العمل والحياة المهنية ، وقد تعمدت أن أذكر تلك النقطة –أي مسألة العمر والتعلم- لأن هناك من يتجاهل التعلم والتدرب لمجرد اعتقاد منه أنه قد ولى وقت التعلم , وهذه أكبر إشكالية من الممكن أن تواجه أي أحد يتطلع إلى تحسين ظروف معيشته ، أو وضعه الاجتماعي ، فلا تعجزك الأفكار السلبية رجاءً.
-المفتاح الثالث: معرفة أهمية الوقت وحسن إدارته
الوقت من أهم الكنوز التي يمتلكها الإنسان ، فالوقت ما هو إلا عمرك ، ينقضي الوقت وينقضي معه جزءً من عمرك كل يومٍ ، فأحسن استخدامه وتوظيفه ، وليس هناك أفضل استثمار للوقت كعبادة الخالق حق عبادة قدر المستطاع ، وتحر الأشياء المفيدة التي تعود بالنفع لك على المستوى الشخصي ، وعلى المجتمع بشكل عام ، وحتى تدرك جيداً مدى أهمية الوقت والفرص التي من الممكن أن تنجزها في حياتك سنجرب سوياً تدريباً قصيراً واسمح لي بذلك ، تخيل معي أنه تبقى من عمرك فقط أسبوعاً واحداً ووقتها ينقضي عمرك ماذا كنت ستفعل؟
لا شك أنه في تلك اللحظة التي قرأت فيها سؤالي قد توقفت مع نفسك لثوانٍ وبدأت الأفكار والقرارات تنهمر على عقلك وتدفعك للتنفيذ على الفور حتى ولو كان الأمر مجرد تدريباً , كذلك الأمور في حياتنا بشكل عام يجب أن ننظر لها بهذا المنظور صدقني حينها لاإرادياً ستستقيم النفس لأنها وجدت صاحبها رقيباً عليها في كل لحظة.
أما بعد تلك المفاتيح الثلاثة تأتي الاستثمارات المادية ، والتي لن توجد إذا فُقدت أحدى المفاتيح الثلاثة السابق ذكرها ، وحتى وإن وجدت ، فلن تكون دائمة النجاح وستفقد الاستمرارية بلا شك في ظل عالم متعطشاً دائماً للأقوى عقلاً وعلماً ووعياً وأخلاقاً.




