تسلَّح بوسائل التواصل الاجتماعي
تسلَّح بوسائل التواصل الاجتماعي
كتب\ محمد فهمي
كنت قد ذكرت في إحدى المقالات السابقة مدى فاعلية و مزايا وعيوب التكنولوجيا، وفي الحقيقة كان العيوب أكثر من المزايا نظراً لعدم فهمنا جيداً مدى جودة وقوة وفاعلية التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعية، وكفية استخدامها وتوظيفها في الشكل الأمثل لها ، فكنت دائماً ما أعرض عنها وعن محتواها، ولكن الآن الأمر أصبح غير!
وسائل التواصل الاجتماعي الآن – وبفضل أجهزة الدولة ـــ على سبيل المثال على منصة فيسبوك قم بالبحث عن (الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية) هنيئاً لك ، فالآن أنت تحمل سلاحاً قوياً سريع الإبلاغ وفي منتهى الدقة والسرعة ، أصبحت تلك المنصة سلاحاً قوياً فعالاً بالتعاون مع جهات سريعة الاستجابة كما نرى جميعاً بشكل يومي من البلاغات بكافة أنواعها.
من منا الآن لا يحمل هاتفاً ذكياً به العديد من (باقات الإنترنت والمكالمات)؟ ، من منا لا يعلم كيف يلتقط فيديو مصور أو صور حية لمواقف ما؟ جميعنا يعلم جيداً كيف يفعل ذلك ، وعليه قد استغلت أجهزة الدولة الأمنية كالشرطة مثلا أمثل إستغلال لهؤلاء الطبقة والتي كل فرد منها يمثل رجل شرطة متواجد في جميع نواحي الدولة بكافة بقاعها ومحافظاتها، رجل أو امراة يحمل هاتفاً ذكياً يرى أي مخالفة أو تعد أو أي من أشكال العنف والبلطجة يقوم فقط بالتصوير والإبلاغ ، أصبحنا جميعنا رجال شرطة في مواجهة الهمج والعنف والبلطجة والمخالفات سواء مخالفات أخلاقية ، مرورية ، عُرفية أو مُجتمعية، وغيره مما يسبب مشكلات مادية أو جسدية أو نفسية لأفراد المجتمع.
لم يتوقف الأمر إلى هذا الحد فقط , بل أزيدكم من الشعر بيتاً ، أن (النيابة العامة ) بكل تفضل وتعاون وإيجابية ساهمت أيضاً مساهمة محمودة عن طريق نشر رقم خاص بها على منصة (واتس آب) وهو ((01229869384, بذلك أيضاً أصبح معك تفويضاً منهم بأن كل ما عليك فعله إذا رأيت أي تعدٍ أو مخالفة أو انتهاك أو أي شيء يخالف القانون ويعرض حياة المواطنين للخطر أو الإيذاء أو حتى الذعر قم بالتوثيق من خلال التصوير ثم الإبلاغ ، وهذه تحولات قوية وفعالة جداً لصالحنا كمواطنين وأيضاً لجهات تطبيق وإنفاذ القانون ، فنحن بمثابة قوة فعّالة لهم نسابق الزمن ونختصر عليهم ونوفر لهم الكثير من الوقت والجهد للوصول لهذا الكم الهائل من المخالفين والمعتدين على المواطنين وعلى القانون على حد سواء.
التكاتف التكاتف وخاصة في تلك الآونة ، تلك الآونة التي أصبح بلدنا حدوده ملتهبة بالصراعات والحروب ، وكلُّ يتطلع إلى هدمها ، يجب ألا ننصاع وننجرف وراء الترهات ، ولا ننساق خلف أي أخبار وأمور كاذبة ، يجب أن نحذر الشائعات ، ويجب أن نعلم جدياً وجيداً ما يحيط بنا ويمكر لنا ، يجب أن نتعاون ونكون على كلمة واحدة أن تكون جميع قوانا ومهمتنا الأساسية والأولوية لأمان بلدنا والسعي على عدم مساسه بأي مكروه.
