تحديات التعليم في الدول الناميه
كتبت/أميره شريف


يُعد التعليم حقًا أساسيًا لا غنى عنه من حقوق الإنسان وهو مُحرِّك أساسي للتنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، فلا يُمكن أن تنهض أي بلد بدون توفير تعليم جيد لأبنائها. ومع ذلك، في العديد من البلدان الفقيرة أو النامية، لا يزال هذا الحق غير مُتوفّر.
وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فإنَّ العديد من الشباب حول العالم الذين أكملوا تعليمهم الثانوي لا يمتلكون مهارات القراءة الأساسيَّة! وعلى مستوى العالم، لا يزال 17 في المائة من النساء و10 في المائة من الرجال فوق سن 15 عامًا يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة.
وعلى الرغم من الجهود العالمية لتحسين فرص الحصول على التعليم، إلّا أنّه لا تزال هناك تحديات عديدة تعيق حصول ملايين الأطفال والشباب على حقهم في التعليم. هذه التحديات معقدة ومتعددة الأوجه، وتشمل قضايا مثل عدم كفاية التمويل، والبنية الأساسية غير الكافية، وسوء جودة التدريس، ونقص الوصول إلى المواد التعليمية وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، لا يتم تقديم الدعم الكافي لتدريب الطُلاب على العمل الجماعي، والتعلُّم المستقل، والتفكير النقدي وحل المشاكل، واستخدام التكنولوجيات الجديدة، وتعزيز مهارات الحياة. ونتيجةً لهذا، فإنَّ الشباب في هذه البلدان يفتقرون إلى المعرفة والمهارات الحاسمة التي ستساعدهم في وقت لاحق على شق طريقهم في سوق العمل.وفقًا لمعايير جودة التعليم، فإنّ كفاءة المُعلّم هي أهم مؤشّر لنجاح التجربة التعليميّة في أي دولة. ونظرًا لأنّ البلدان النامية تفتقر إلى وجود العدد الكافي من المُدرسين المؤهلين للتدريس، فإنّ هذا الأمر ينعكس بالسلب على الوضع التعليمي بأكمله. فظروف عمل المعلمين في البلدان النامية غير مقبولة في كثير من الأحيان، حيث يتعيَّن على العديد منهم التدريس في فترتين أو ثلاث فترات في اليوم نظرًا لعدم وجود العدد الكافي من المُدرسين. أضف إلى ذلك أنّ عليهم العمل في فصول دراسيَّة مُزدحمة والقبول بأجور منخفضة.
ولأنّه لا يوجد عدد كافٍ من المعلمين للتدريس في مرحلة التعليم الابتدائي أو الثانوي، فإنّ الأطفال لا يتلقون تعليمًا مناسبًا، وهناك حوالي 130 مليون طفل في المدارس لا يتعلمون المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والرياضيات.