براءة مهددة بالخطر “المخدرات والسلوكيات الخطرة”
كتب \ محمد فهمي
كنا قد تحدثنا سابقاً في مقالتين منفردتين عن الأضرار التي يتعرض لها الأبناء تلك الأيام مثل ( التكنولوجيا – التأثيرات النفسية والعاطفية) ، والآن نحن على مشارف مقالة جديدة تستهدف أخطر مشكلة تواجه المجتمع ككل ” المخدرات” والمخيف هنا أنها تستهدف جميع الأعمار ، لا يمكن التحكم في إمكانية وصولها إلا بالحرص الشديد والوعي التام الكامل بغلق جميع الأبواب والنوافذ التي قد من الممكن أن تساهم في دخولها حياتنا!
المخدرات تأثيرها معروف لدينا جميعاً ، كما حرمانيتها شرعاً وقانوناً ، ولكن الكبار من الممكن أن يدركوا خطورتها فيبتعدون عنها ، ولكن هذه الفئة ليست محور حديثي ، فأنا أستهدف الأبناء في موضوعنا ، فهي لها تأثير سلبي كبير علي الأبناء سواء كانوا يستهلكونها بشكل مباشر ، أو يتعرضون لها عن طريق التعرض لمناطق وبيئات تستهلك تلك المواد المخدرة ، والسؤال هنا ما الآثار السلبية التي تخلفها المخدرات على الأبناء؟
سنتناول في موضوعنا المشكلات التي تواجه الأبناء على المستويات الصحية ، النفسية ، والإجتماعية . وأيضاً سنتطرق إلى وسائل الحماية ومحاولة درء ذلك الخطر عن الأبناء.
أولاً : المخاطر الصحية
لا شك في أن المخدرات لها تأير سلبي على الصحة العقلية وحدوث اضطراب في وظائفه كضعف الذاكرة مثلا ، صعوبة التعلم ، ضعف التركيز مع الوقت ، ومع مرور الوقت والاستمرار على نهج المخدر سنجد الأعراض تتفاقم إلى أمراض ذهنية كالفصام ، والهلاوس فضلا عن البارانويا.
هذا على صعيد العقل ووظائفه ، أما عن القلب فهناك إحتمالات عدة في الإصابة بنوبة قلبية مما تؤدي إلى ضعف القلب أن يؤدي مهامه وعليه قد يحدث توقف للقلب فجأة أو غيره من مشكلات القلب. وأيضاً تضرر الكبد والرئة والكلي ، الجسد كله يتدمر تدريجياً بفعل المخدرات بأنواعها.
ثانياً : المخاطر النفسية
-العرض الأول والذي يظهر دائماً كبداية تحذيرية مُنذراً لمخاطر جسيمة فيما بعد وهو ( الإكتئاب) وهو من أكبر المشكلات النفسية التي من الممكن أن تواجه أي شخص سواء أن كان مدمناً أو عادياً ، فالاكتئاب من المشكلات الخطيرة جداً وتبعياتها غير مضمونة وخطيرة ، ولا يمكن توقع ردود أفعال الشخص المريض بالإكتئاب أبسطها “الانتحار” فهو من أبشع الحوادث التي نراها الآن تتردد أمام أعيننا في الاخبار والحوادث ، ولكن الشخص المريض بالإكتئاب الناتج عن الإدمان هو أخطر بكثير من المكتئب نتيجة مرض نفسي.
-العرض الثاني : السلوك
عندما نجد – عافانا الله وإياكم- الابن تغير سلوكه وأصبح عدوانياً ، كثير التمرد ، انطوائياً يميل للعزلة كثيراً ، فهذا يعد خطراً يدق أجراساً للتنبيه بأن نبدأ فوراً الإجراءات لحل تلك المشكلة ، فكل تلك الأعراض نتائجها وخيمة لاحقاً ، وليس بالضرورة تكون تلك الأعراض أعراض بدايات إدمان بشكل دائم ، فهي ربما وأحياناً تكون صفات متأصلة في الشخص أو مكتسبة مع الوقت ، أو حدثت نتاج تفاعلات مع المجتمع ومواقف أدت لها.
ثالثاً: مشكلات في العلاقات الاجتماعية
نجد دائماً ذلك الشخص المدمن على المخدرات بأنواعها تكون علاقاته في المجتمع بالاخرين يشوبها الإضطراب والنفور وعدم التوافق والتواؤم ، مما يخلق عند المدمن وعند الآخرين فجوة تتسع باستمرار المدمن في مسلكه هذا ، وهذا بحد ذاته يجعله أكثر انطوائية نظراً لرفض المجتمع له ، وهذا بدوره يقربه من الهلاك بشكل أكثر سرعة وسهولة ، كما أنه يؤدي إلى اضطرابات على المستوى الأكاديمي أو الدراسي ، ومشكلات مع الزملاء ، تطاول على المعلمين ، مشكلات في البئية الأسرية وعليه تنبعث غازات الجفاء العاطفي الأسري تدريجياً فتقتل كل ما تبقي من أجواء حب واحتواء في الأسرة.
في النهاية لن نجد من يحنو على أبنائه سواكم أيها الآباء فلا تأخذكم المشاغل عن أبنائكم ، ولا تفوتكم التفاصيل الصغيرة
