إعادة ضبط المصنع

إعادة ضبط المصنع

إعادة ضبط المصنع
كتب\ محمد فهمي

قد يظن أحدكم أني أريد الحديث عن أمور تخص هواتف المحمول وغيره من الأجهزة التكنلوجية ، ولكن ليس هذا مقصدي  من المقال ، فما أقصده يشابه بشكل كبير مسألة الأجهزة التي بحاجة إلى ضبط مصنع ، فجميعنا لدينا هواتف ذكية، يأتي عليها بين الحين والآخر في فترات ما تحتاج إلى ضبط إعادة المصنع حتى يعود الهاتف لسلاسة عمله بشكل جيد كما في بداية تشغيله ، وماذا عن الإنسان؟ هل يحتاج أيضاً إلى ضبط مصنع أيضاً حتى يعود لرشده وتكون انفعالاته وأفعاله وتفكيره بشكل سليم يليق به كإنسنان؟!

في الحقيقة الإنسان أحوج إلى ضبط المصنع بشكل متكرر ، فهو دائماً ما تعتريه الكثير من الأمور مؤخراً ما تزيد من تشاؤمه وسلوك تفكيره السوي ، فنجد هناك من يقتحم المساجد يتشاجرون ، والأبناء في مراحل الإعدادية يعتدون على فتاة ، وشباب في مراحل الثانوية يعتدون على بعضهم البعض بالأسلحة البيضاء الحادة، وهناك من يضرب امرأة ضعيفة ، وآخر يقتل أخته ، وآخرين يقتتلون بحثاً عن المخدرات ، فضلاً عن المتاجرة بالأعضاء ، وخطف الأطفال ، وتخدير الناس في الشوارع وفي منازلهم بشكل ممنهج ، وحوادث الانتحار!
أشعر بالأسف وأنا أسرد لكم تلك النماذج التي بكل تأكيد ستؤثر في نفوسكم  بشكل مؤكد تأثير سلبي ، ولكن هذه حقيقة مجتمعنا والذي كان لزاماً علينا أن نتوقف بصددها باحثين عن سبل لمعالجة تلك الأمور التي تفشت في مجتمعنا.

نحن نتوقف إزاء عدة قضايا حلّها في النهاية يعود إلى عدة عوامل وهي:
1- الدين: أياً كانت ديانتك يجب أن نربي أبناؤنا على الدين والفضيلة  والقيم والأخلاق ونماذج جيدة يقتدون بها ، وقصص الأنبياء ، والصحابة والتابعين ، فيها سيجد الابن قدوة حسنة يقتدي بها ، يسرك عندما تراه ، لا أن يتخذ من ممثلي البلطجة قدوة يسعى لتقليده بشكل أعمى! ، يجب أن يدرك الأبناء أهمية تعاليم الدين ومدى تأثيرها الجيد على الفرد والمجتمع ، يجب أن نهتم بمادة التربية الدينية في المدارس وجعلها مادة من أولى الأولويات ، ولا نسعى أن يتعلم الأبناء اللغات الأجنبية على حساب اللغة الأم اللغة العربية ، فهذا بإمكانه محو الهوية تماماً بمرور الوقت وتطور الأحداث المجتمعية.

2- السادة الآباء ( راقبوا أبنائكم )
راقبوا أبنائكم ، هواتفهم , أصدقائهم ، سلوكياتهم ، ألفاظهم ، كل ما يعتريهم من تغيرات ، لا تقل هو صغير ، دعه يعيش سنه ، اتركه الشارع يربيه ، لا تقل ليس من حقي التدخل في شؤونه أو حياته الشخصية! بالعكس تماماً فهذا حق لك فعل ذلك ، ولا أقول لك التدخل بشكل كبير يقيد له حريته ويُشعره بانعدام ثقة فيه من ناحيتك ، أو أن يتعمد أن يكذب عليك في أمور حياته ، كن صديقاً له ورقباً أيضاً ، وأزرع دائماً فكرة أن الخالق متطلعاً عليه يراه ويسمعه ويرى كل صنيع يصنعه ، وألا يجعل رضا الناس معياره الأول والأخير ، فهذا في الحالتين ليس جيداً سواء في الخير أو الشر سنجد الإنسان يضع الناس نصب عينيه في كل خطوة ، فتضيع حياته بين هذا قال وهذا سيقول فتضيع حياته سدى.

3- التشاؤم :
أكثر ما يحزنني انتحار أحدهم بسبب التشاؤم ، التشاؤم هو النافذة السوداء الضبابية التي يتطلع منها كل يائس ، حزين ، فاقد الشغف ، المصدوم ، قليل الحيلة ، كل تلك صفات تهلك صاحبها ، ولو تُرك الإنسان لعقله ونفسه ولم يرى أن في ذلك حكمة من الله ، وأن يسعى لحل المشكلات متوكلاً على الله ستتلاشى كل تلك الصفات بلمح البصر بعد تنهيدة يقول فيها ( الحمد لله ) ، كن على يقين أن الله لا يجعل لنا ضيق أو مشكلات إلا وكنا لنا طاقة بها ، وأعلم أن في المحن المنح ، ولكن تدبر في كل أمورك.

رجاء ، يجب أن نتكاتف ، الأحداث الأخيرة وما تمُر به الدول المجاورة ، وما تمر به بلدنا الحبيب يدعونا للتكاتف ، لا لأن نتقاتل ونسرق ونعادي بعضنا البعض ، لا نريد أن تصبع تلك الأمور عادية لدينا ، نعتاد تلك الأمور كما في الكثير من البلدان ، الجيد أن تلك الأمور بالنسبة لنا حتى الآن شاذة على النفوس ، فلا نريدها رجاء أن تصبح أمراً نعتد عليه يومياً ، اهتموا بأبنائكم وبميولهم ومظهرهم ف مظهرهم يعكس سلوكه وتفكيره ، طريقة حديثه تعكس سلوكه وتفكيره ، الأبناء هم المرحلة الأهم والأخطر والذي يجب ان نهتم بها كثيراً تلك الفترة .

img-20250515-wa00068190705240396213107-300x300 إعادة ضبط المصنع